الصدمات النفسية تنتقل وراثيا عبر الجينات لأبنائك!

واش قالو الأخصائيين عن انتقال الصدمات والمعاناة النفسية من الوالدين إلى الأبناء؟ 

اذا كنت عشت معاناة نفسية فإنها تنتقل وراثيا عبر الجينات لأبنائك وحتى لأبناء أبنائك..

معاناة نفسية .. صدمات نفسية أو حرمان كلها تنتقل وراثيا إلى الأبناء وهذا ما يسميه العلماء  la transmission trans-générationnel أو الانتقال عبر الأجيال 

منذ زمن طويل أثبت العلماء أن الصفات الشكلية والنفسية تنتقل إلى أبنائنا وراثيا مثل لون العينين طول القامة .. ونفسيا مثل درجة الذكاء.. الطيبة.. الخجل الخ

وتساءل العلماء في حالة اكتسب إنسان صدمة نفسية هل ستنتقل إلى أبنائه؟ هل سينتقل وراثيا؟؟ 

قام العلماء بتجارب على حيوانات .. فئران تجارب تم تعديلهم جينيا ليكونوا متقاربين جينيا.. ثم تم تركهم ليتكاثرو، وبهذا تحصلو على جيل أول من صغار الفئران.. تم تعريض الجيل الأول لصدمات عاطفية عن طريق ابعادها عن الفئران الأم ولفترات طويلة.. وعن طريق إيذاء الام لتصبح عصبية تجاه الصغار.

لاحظ العلماء اكتئاب الجيل الأول عن طريق مراقبة سلوكيات معينة يقوم بها الفأر المكتئب. 

المرحلة الثانية: ترك العلماء الجيل الأول الناتج يتكاثر هو الآخر فحصلوا على جيل ثاني لكن حظي برعاية خاصة.. الجيل الثاني.. تم تقسيمه إلى قسمين  : قسم تحت رعاية الأم الحقيقية المكتئبة وقسم ثاني تحت رعاية أم سليمة،

لاحظ العلماء أن الجيل الثاني رغم الرعاية الجيدة له لكن ظهرت عليه أعراض اكتئاب مشابهة لآبائهم وأمهاتهم من الجيل الأول   . 

وهنا تأكد العلماء أن الصدمات النفسية وراثية تنتقل من جيل إلى جيل

وتمت الدراسة على البشر بتحاليل بيولوجية وتم إثبات ذلك .

إن ما نعيشه من صدمات ومن معاناة نفسية يترك علامات جينية (بصمة وراثية على RNA) تورث إلى أبنائنا.

لما نكون سليمين ثم نتعرض لمواقف تعيشنا شعورا بالذنب.. شعورا بالعار أو نقص القيمة وعدم الاستحقاق.. الحرمان العاطفي.. يبقى هذا الشعور يعيش معنا ثم ينتقل إلى أبنائنا فتجد لديهم أيضا شعورا بالذنب.. شعور بعدم الاستحقاق ليس له مبرر ...

هذا الشعور يأتي من الوالدين وراثيا نتيجة تعرضهم لصدمات ومعاناة نفسية .

اذا كنتُ قد تعرضت لصدمات ومعاناة نفسية.. كيف لي أن  أحمي أبنائي من انتقالها إليهم؟ 

الحل موجود طبعا وهو: العلاج النفسي .. الفرد الذي يتلقى العلاج النفسي يعرف أن هذا الشعور متوارث جينيا وليس له علاقة بحياته فيهدأ ولا يثبته فيقتنع أن هذا الشعور غير موجود إنما هو إرث جيني .. كلما تقدم في العلاج كلما خف الشعور إلى أن ينتهي.. وهكذا يتم قطع السلسلة الجينية وينتهي انتقال المعاناة والصدمات النفسية إلى الأجيال القادمة .